recent
أخبار ساخنة

### **جرائم دارماستالا المروعة: كشف لغز مئات الجثث المدفونة سراً في الهند**

الصفحة الرئيسية

 

### **جرائم دارماستالا المروعة: كشف لغز مئات الجثث المدفونة سراً في الهند**

 

في قلب ولاية كارناتاكا الهندية، حيث تقف بلدة دارماستالا كمنارة روحانية يزورها الملايين، ينكشف فصل مظلم من تاريخها، يهدد بزعزعة ثقة المجتمع ويكشف عن أهوال لا يمكن تصورها. ما كان يُعتقد أنه مكان للسلام والقداسة، أصبح اليوم مسرحًا لتحقيق جنائي معقد في مزاعم اغتصاب وقتل ودفن سري لمئات الضحايا على مدى عقود. هذه القضية، التي ترتكز على شهادة صادمة لعامل نظافة سابق، تفتح جروحًا قديمة وتطرح أسئلة مقلقة حول السلطة والعدالة والإفلات من العقاب في الهند.

في قلب ولاية كارناتاكا الهندية، حيث تقف بلدة دارماستالا كمنارة روحانية يزورها الملايين، ينكشف فصل مظلم من تاريخها، يهدد بزعزعة ثقة المجتمع ويكشف عن أهوال لا يمكن تصورها. ما كان يُعتقد أنه مكان للسلام والقداسة، أصبح اليوم مسرحًا لتحقيق جنائي معقد في مزاعم اغتصاب وقتل ودفن سري لمئات الضحايا على مدى عقود. هذه القضية، التي ترتكز على شهادة صادمة لعامل نظافة سابق، تفتح جروحًا قديمة وتطرح أسئلة مقلقة حول السلطة والعدالة والإفلات من العقاب في الهند.
### **جرائم دارماستالا المروعة: كشف لغز مئات الجثث المدفونة سراً في الهند**


### **جرائم دارماستالا المروعة: كشف لغز مئات الجثث المدفونة سراً في الهند**


#### **بداية الخيط شهادة تهز أركان المجتمع**

 

بدأت القصة تتكشف في يوليو (تموز) الماضي، عندما قرر رجل، حجبت السلطات هويته لحمايته، أن يكسر صمتًا دام سنوات. هذا الرجل، الذي عمل كعامل نظافة في محيط معبد دارماستالا الشهير، وهو مركز ديني للإله الهندوسي شيفا يبلغ عمره 800 عام، تقدم بشكوى رسمية للشرطة تحمل في طياتها اعترافات مروعة.

 

  • وفقًا لشهادته التي اطلعت عليها وكالة "رويترز"، أُجبر على مدى 20 عامًا، منذ منتصف تسعينيات
  •  القرن الماضي، على التخلص من مئات الجثث. كانت غالبية الضحايا، كما يزعم، من النساء والفتيات
  •  اللاتي بدت عليهن علامات واضحة للاعتداء الجنسي. قال إنه فر من البلدة في عام 2014، لكن
  •  الشعور الساحق بالذنب ظل يطارده، مما دفعه في النهاية إلى كشف الحقيقة.

 

في شكواه، كتب بكلمات مؤثرة: "إذا أُجريت طقوس جنازة لائقة للهياكل العظمية التي تُنتشل الآن، فإن تلك الأرواح المعذبة ستجد السلام، وربما يتضاءل شعوري بالذنب أيضاً". لم تكن شهادته مجرد كلمات، بل قدم دليلاً ماديًا؛ حيث ادعى أنه انتشل هيكلاً عظميًا سراً من أحد مواقع الدفن السرية لإثبات صدق مزاعمه، مشيراً إلى استعداده للكشف عن هوية المسؤولين في المعبد الذين أجبروه على ارتكاب هذه الأفعال، شرط توفير الحماية له ولعائلته.

 

#### **تفاصيل التحقيق البحث عن الحقيقة تحت الأرض**

 

أثارت هذه الادعاءات الصادمة استجابة سريعة من حكومة ولاية كارناتاكا، التي شكلت فريق تحقيق خاصًا للتعامل مع القضية. سرعان ما تحولت الأنظار إلى المواقع التي حددها عامل النظافة السابق، والتي يُشتبه في أنها مقابر جماعية.

 

  1. أكد مسؤولان كبيران في الشرطة، رفضا الكشف عن هويتيهما لحساسية التحقيق، أن الفرق الجنائية
  2.  بدأت عمليات الحفر والتنقيب. حتى الآن، تم العثور على رفات بشرية في موقعين من أصل 16 موقعًا
  3.  مشتبهًا به. هذه النتائج الأولية أكدت صحة جزء من الشهادة على الأقل، وأعطت زخمًا كبيرًا للتحقيق.

 

صرح جانجادهارايا باراميشوارا، وزير داخلية ولاية كارناتاكا، بأن المحققين تمكنوا من جمع أدلة حيوية تشمل أجزاء عظام صغيرة، وعينات من التربة، ومواد أخرى سيتم إخضاعها لتحليل الطب الشرعي المتقدم (DNA). وأضاف قائلاً: "التحليل مستمر. وبمجرد اكتماله، يمكننا القول إن التحقيق قد بدأ بالفعل". وفي محاولة لتهدئة التوترات المحتملة، ناشد الوزير الجميع قائلاً: "طلبي هو ألا نحول المسألة إلى أمر ديني".

 

هذه الدعوة تعكس الخوف من أن تستغل هذه القضية لإثارة النعرات الدينية في بلد حساس لمثل هذه القضايا، خاصة وأن الاتهامات تطال محيط مؤسسة دينية لها وزنها.

 

#### **صدى الماضي قضايا قديمة تعود للواجهة**

 

لم تكن قضية دارماستالا وليدة اللحظة. فبمجرد انتشار الأخبار، عادت إلى الأذهان قضايا اختفاء وقتل غامضة لم تُحل على مر السنين، مما أعطى مصداقية أكبر للرواية المروعة. من أبرز هذه القضايا قضية **بادمالاثا**، وهي طالبة جامعية قُتلت في ظروف غامضة عام 1986.

 

  • قالت عائلة بادمالاثا إنها تعرضت للاغتصاب والقتل الوحشي، لكن العدالة لم تأخذ مجراها قط. في
  •  خطوة غير معتادة، خالفت عائلتها التقاليد الهندوسية التي تقتضي حرق الجثث، وقررت دفنها. ذكرت
  •  شقيقتها، إندرافاتي، أن هذا القرار اتُخذ على أمل أن يساعد جسدها في أي تحقيقات مستقبلية قد تُفتح.
  •  واليوم، وبعد مرور ما يقرب من أربعة عقود، ترى الأسرة بصيص أمل جديد. وقالت إندرافاتي:
  •  "نأمل أن ننال العدالة يوماً ما في قضية اختطافها واغتصابها وقتلها".

 

قضية بادمالاثا هي مجرد مثال واحد على عشرات القضايا التي قد تكون مرتبطة بهذه الشبكة المروعة. يرى الناشطون الحقوقيون أن التحقيق الحالي قد يكون مفتاحًا لحل عدد لا يحصى من قضايا الأشخاص المفقودين التي أُغلقت أو أُهملت على مدى السنوات.

 

#### **ردود الفعل الرسمية والشعبية بين الترحيب والترقب**

 

من جهته، أصدر المعبد بيانًا رحب فيه بإجراء تحقيق شامل وشفاف. وأعرب متحدث باسم المعبد عن أمله في أن تكشف الشرطة عن "الوقائع الحقيقية"، في محاولة للنأي بالمؤسسة الدينية عن الجرائم المزعومة التي وقعت في محيطها.

 

  1. على المستوى الشعبي، أحدثت القضية صدمة واسعة النطاق. فبلدة دارماستالا ليست مجرد مكان، بل
  2.  هي رمز للتقوى والإيمان لملايين الهندوس. فكرة أن تكون هذه الأرض المقدسة قد شهدت مثل هذه
  3.  الفظائع هي أمر يصعب استيعابه، مما أثار جدلاً واسعاً على وسائل الإعلام ومنصات التواصل
  4.  الاجتماعي حول العنف ضد المرأة في الهند، وحول نفوذ المؤسسات الدينية الذي قد يسمح بحدوث
  5.  مثل هذه الجرائم دون رقابة.

 

#### **أبعاد القضية ما وراء الجريمة**

 

تتجاوز قضية دارماستالا كونها مجرد سلسلة من جرائم القتل، لتلامس قضايا أعمق في المجتمع الهندي:

 

1.  **العنف المنهجي ضد المرأة**: تسلط القضية الضوء مجددًا على المعدلات المرتفعة للعنف الجنسي في الهند، وكيف يمكن أن يصل إلى مستويات منظمة ومروعة.

2.  **الإفلات من العقاب**: بقاء هذه الجرائم طي الكتمان لعقود يثير تساؤلات جدية حول مدى قدرة المتنفذين على استغلال سلطتهم الدينية أو الاجتماعية للإفلات من العقاب.

3.  **دور المؤسسات الدينية**: تضع القضية المؤسسات الدينية تحت المجهر، وتطرح سؤالاً حول مسؤوليتها في ضمان سلامة وأمن الأماكن التابعة لها والمجتمعات المحيطة بها.

4.  **أهمية حماية الشهود**: شجاعة عامل النظافة السابق هي التي حركت المياه الراكدة. وتؤكد قضيته على الأهمية القصوى لتوفير برامج حماية فعالة للشهود والمبلغين عن الجرائم، خاصة في القضايا التي يتورط فيها أصحاب نفوذ.

 

#### **فى الختام**

 

لا تزال التحقيقات في دارماستالا في مراحلها الأولى، ولكنها تحمل في طياتها وعدًا بكشف حقيقة مؤلمة طُمرت لعقود. كل عظمة يتم استخراجها، وكل عينة يتم تحليلها، هي خطوة نحو منح صوت للضحايا الذين صمتوا إلى الأبد.

 العالم يراقب الآن ليرى ما إذا كان نظام العدالة الهندي قادرًا على الوصول إلى الجناة الحقيقيين وتقديمهم للمحاكمة، بغض النظر عن مناصبهم أو نفوذهم. إنها ليست مجرد قضية جنائية، بل هي اختبار لروح الهند وقدرتها على مواجهة أحلك فصولها، وتحقيق عدالة طال انتظارها لمئات الأرواح المعذبة.

### **جرائم دارماستالا المروعة: كشف لغز مئات الجثث المدفونة سراً في الهند**


author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent